فتّشتُ عنكَ في كلِّ مكانٍ؛ في طحالبِ البحرِ وعشبِ السّهولِ وفي صخرِ الجبال، تحتَ عباءةِ الشّمسِ وماءِ القمَرِ الحزينِ وفي تلافيفِ الظّلال، في رقصِ سنابلِ القمح، في فرحِ العصافيرِ، في الغبارِ الذي حطّ من بعيدٍ على عقربِ ساعةٍ، دارَ ثمّ دارَ ثمّ مَال. في أعالي النّخيلِ وفي سذاجاتِ النّعاماتِ وفي حبّاتِ الرِّمال. فتّشتُ عنكَ في الأسفارِ، في نقوشِ أهلِ الكهف، في ترانيم السّواقي، في الواقعيِّ وفي المُمْكنِ والمُحال. حتّى رأيتُكَ فِيَّ؛ تُبعثِرُني بأسئلةٍ وتجمعُني في سُؤال.
قبضة الشوق رشا السيد أحمد هكذا تظل في قلبي بدايات ساحرة تقيم في معبد الروح طقوسا إسطورية تتجدد كل يوم مع أول ابتسامة لوجه الشمس البهي، فيما ساحات القلب تظل تشاكسك كلك في حقول الفرح وتقيم رقصات الأعياد السعيدة. المرض لا يقتلنا ولا اليد الفولاذية للألم ولا غمامة التخدير عمدا فوق الأسرة التي نلزمها قسرا ذات صخب احتجاج للنفس بألم. ما يقتلنا هو الهجوم المباغت الذي يغتال الأحاسيس الداخلية بغتة دون سابق إنذار. ما يقتلنا من الداخل اغتيال الحنين لأرواحنا حين يضج الشوق بالنفوس لوجه يحتلنا حتى أبعد خلية في لحظة بعد قسري وهو يحمل غيابه خنجرا يغتال كل ما فينا ببرود شديد . يهزأ حتى من قبضة الألم رغم كل شيء أيها المشاكس البهي ما زلت ارتدي عبيرك بحب شديد طوقا للعشق. ما زلت نجمة تنضد قصائدها من وحي وجهك وتعشق تراب الشام وعينك الباذخة القتل حد الجنون.
تعليقات
إرسال تعليق